الروتين اليومي يمكن أن يسبب الاكتئاب
بعض حالات الاكتئاب تصيب الناس من دون أي أسباب معروفة إلا أن معظم مسببات الاكتئاب تكون كردود فعل لمتغيرات الحياة
يمكن أن يصيب الاكتئاب أي شخص في أي وقت، فلا يوجد هناك شخص محصن من الإصابة به، كما أنه يصيب الناس من جميع الطبقات والفئات الاجتماعية. ومع أن بعض حالات الاكتئاب تصيب الناس من دون أي أسباب معروفة إلا أن معظم مسببات الاكتئاب تكون كردود فعل لمتغيرات الحياة.
عادة ليست كل التغييرات في الحياة تؤدي إلى الاكتئاب، إلا أن هناك بعض الأسباب الاجتماعية الشائعة و التي تتسبب في إصابة الناس بالاكتئاب.
• الخسارة الشخصية: يعد هذا العامل من أهم مسببات الاكتئاب، حيث أن خسارة شخص قريب و عزيز كالزوج أو أحد أفراد الأسرة، أو الطلاق، أو حتى زواج الأبناء و تركهم للمنزل. أو حتى التعرض للرفض من الشخص الذي تحب أو من قبل الأصدقاء.
• خيبة الأمل: أحد الأسباب الرئيسية للاكتئاب هو الأحلام التي يبنيها الإنسان و يبقى لزمن طويل يؤمل نفسه بتحقيقها ثم يكتشف في النهاية أنها غير قابلة للتحقيق. من اكثر الأحلام شيوعا هو الزواج و تكوين أسرة أو النجاح في العمل بحيث تنتهي هذه الأحلام بالفشل مما يصيب الإنسان بإحساس عميق بالمرارة يؤدي به في النهاية إلى الاكتئاب.
عادة ما تكون هذه الأحلام غير مطابقة للواقع، إذ أنة من الشائع أن يستيقظ الإنسان من النوم في أحد الأيام ليكتشف أنة غير سعيد في حياته الزوجية مما يصيبه بالاكتئاب.
• الأحداث التي تؤثر على تقدير الإنسان لذاته: قد يتعرض الإنسان لمواقف تؤدي إلى التقليل من ثقة الإنسان بنفسه و شعوره بالدونية. هذه الأمور مثل الفشل الشخصي أو الرفض من قبل الآخرين أو النقد الخارجي.
• الأمراض الجسدية أو الأمراض المزمنة: المرض الجسماني قد يخلق حالة خطره من الاكتئاب النفسي. في بعض الحالات التي يتسبب فيها المرض بآلام يومية تؤثر على نوعية حياته بحيث تضمحل و تنعدم لحظات السعادة اليومية.
• الضغط المستمر لفترات ممتدة: عادة ضغوط الحياة و العمل لا تؤدي إلى الاكتئاب، لكن الاكتئاب يحصل عند فشل الإنسان في مواكبة الأعباء اليومية و الضغوط في العمل عندها يشعر الإنسان بالعجز عن مواكبة هذه المشاكل الأمر الذي يصيبه بالإحباط الذي يقود إلى الاكتئاب في النهاية.
في بعض الأحيان تكون أسباب الاكتئاب واضحة و جلية، لكن في الكثير من الحالات تكون الأسباب مبهمة و غامضة. إلا انه من الواضح أن الكثير من التجارب الإنسانية من الممكن أن تتسبب في الاكتئاب لذلك ليس من الغريب أن يكون الاكتئاب من الأمراض الانسانيه الشائعة.
يستطيع الإنسان أن يتجنب الإصابة بالاكتئاب عن طريق الوعي و المعرفة الشاملة بالمرض و اعراضة و مسبباته. من أهم طرق مكافحة المرض هو أن تقوم بالتحدث مع شخص آخر عن نفسك، عن ماضيك و حاضرك و تطلعاتك. بهذه الطريقة يقوم الإنسان بإعادة اكتشاف نفسة بمساعدة الشخص المستمع بحيث قد تنتبه لأمور كانت مخفية عنك أو لم تكن تلاحظها في السابق.
واشارت نتائج بحث جديد الى ان العلاج العائلي ربما يكون اكثر فعالية من الادوية المضادة للاكتئاب عندما يواجه مريض بالاكتئاب الحاد انتكاسة خلال العلاج طويل المدى. وقال الدكتور جيوفاني فافا من جامعة بولوجنا بايطاليا وزملاء له ان نتائج الدراسة الحالية تصور الدور المهم الذي تلعبه احداث الحياة والتوازن العائلي على المرضى الذين يعالجون من اكتئاب متكرر.
وقال فافا لنشرة رويترز هيلث "اذا كان هناك شخص يتناول مضادات اكتئاب لكن هناك الكثير من الضغوط حوله وخاصة في عائلته فانهم يحتاجون الى علاج عائلي وليس الى علاج بمزيد من الادوية". وادرج الباحثون 20 رجلا بالغا وامرأة عانوا من انتكاسة لمرض الاكتئاب بالرغم من التزامهم الجيد بتناول الادوية المضادة للاكتئاب.
واستمر نصف المشاركين في تناول جرعة علاجهم المضاد للاكتئاب فيما شاركوا هم وشركاؤهم في ست جلسات من ساعة واحدة اسبوعيا. وخلال هذه الجلسات عمل المريض وشريكه مع طبيب لتحديد مشاكل العائلة واحداث الحياة المرتبطة بانتكاسة المريض وتطوير خطوات لحل المشكلة من اجل التعامل بايجابية مع هذه المواقف بشكل ايجابي.
وزاد العشرة الاخرين المشاركين في الدراسة من جرعات علاجهم وتلقوا دعما ونصيحة كما هو مطلوب في 6 جلسات استمرت 30 دقيقة اسبوعيا. وأورد الباحثون في دورية الطب النفسي الاكلينيكي the Journal of Clinical Psychiatry انه خلال فترة الدراسة التي استمرت عاما استجاب 7 من 10 مرضى في كل مجموعة للعلاج الخاص بهم.
لكن هناك واحدا فقط من المستجيبين السبعة في مجموعة التدخل العائلي مقارنة بستة من كل سبعة مستجيبين في مجموعة الجرعات التي جرى زيادتها واجهوا انتكاسة خلال فترة الدراسة.
وغالبا ما تكون انتكاسة المرضى مرتبطة بحدث معين في الحياه مثل التقاعد او التغيرات داخل العائلة كما يعلق الباحثون. وعلى ذلك فان تطبيق تدخل عائلي بالنسبة لمرضى الاكتئاب المتكرر يتعين تقييمه بدرجة اكبر في مجموعات دراسية اوسع.
منقول للفائدة