قلب المسلم 00 لا يعرف الكراهية

قلب المسلم 00 لا يعرف الكراهية

--------------------------------------------------------------------------------




قلب المسلم 00 لا يعرف الكراهية

من المبادىء العامة فى ديننا أن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى العباد من خلال قلوبهم فإذا كان المرء نقيا من الغش والضغينة 0 بريئا من العوج والغل 0 أقبل عليه برحمته 00
أما إذا كان محصورا فى مطامعه 0 ضائقا بخير الله عند خلقه 0 فهيهات أن يصح له عمل 0 أو أن ينجح له أمل 0
هذا ما يوضحه د / علوى أمين خليل الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول :
إن المسلم حقا إنسان تمتد مشاعر حبه فتغمر ما حوله 0 وتفيض على الآخرين سلاما وأمنا 0 والجماعة المسلمة حقا هى التى تقوم على عواطف الحب المشترك 0 والود الشائع 0 والتعاون المتبادل 0 والمجاملة الرقيقة 0 لا مكان فيها للفردية المتسلطة 0 بل هى كما وصف القرآن فى سورة الحشر الآية 10 :
{{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }}
إن الخصومة إذا نمت عندئذ لا يكون فى أداء العبادات المفروضة خير ولا تستفيد النفس منها عصمة 0 قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : { ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ }
قالوا بلى ؟
قال : { إصلاح ذات البين 0 فإن فساد ذات البين هو الحالقة 0 لا أقول تحلق الشعر 0 ولكن تحلق الدين } 0
إن ما يجب على المسلم فعله حين يتعرض لموقف يسىء إليه أو يوغر صدره ضد أخيه المسلم فيقول : نعم قد يحدث أن تشعر بإساءة موجهة إليك فنحزن لها ونضيق بها ونعزم على قطع صاحبها 0
ولكن الله لا يرضى أن تنتهى الصلة بين مسلم ومسلم إلى هذا المصير قال الرسول صلى الله عليه وسلم وآله : { لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث } 0
وفى رواية : { لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث فإن مرت به ثلاث فلبلقه فلبسلم عليه فإن رد عليه السلام فقد اشتركا فى الأجر 0 وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم وخرج المسلم من الهجر } 0
وهذا التوقيت فترة تهدأ فيها الحدة ويزول الغضب ويكون لزاما على المسلم بعده أن يواصل إخوانه وأن يعود معهم سيرته الأولى كأن القطيعة غيمة ما إن تجمعت حتى هبت عليها الريح فسدتها وبذلك تصفو النفوس وتعود الألفة إلى القلوب 0
وفى الحديث : { من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه كان عليه مثل خطيءة صاحب مكس } 0 وفى رواية : { من تنصل إليه فلم يقبل لم يرد على الحوض }
إن الإسلام حرم الحقد والحسد بجميع أنواعه وأمر الله رسوله أن يستعيذ من شرور الحاسدين 0 لأن الحسد جمرة تنفذ فى الصدر فتؤذى صاحبها وتؤذى الناس به 0 فالإنسان الذى يتمنى زوال النعم آفة على المجتمع ولا يطمئن إلى ضميره فى عمل وقد قال رسول الله
( صلى الله عليه وسلم ) : { لا يجتمع فى جوف عبد غبار فى سبيل الله وقبح جهنم 0 ولا يجتمع فى جوف عبد الإيمان والحسد } 0
وقال : { إباكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب } 00
*****
إباكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب } 00
*****
منقول